الاثنين، 7 ديسمبر 2015

الشهيد علي عبدالفتاح

بزغ فجر جمعة مباركة على أهل قرية المكنية محافظة المتمة بشمال السودان وكان التاريخ حينها8/3/1968م وهو يوافق التاسع من ذي الحجة1388ه تناقلت الناس في القرى المجاورة خبر الحاجة(كريمة) التي وضعت مولوداً سماه أبوه(علياً) وكناه بالكرار، وكعادة السودانين يسبشرون بالحدث الذي يوافق الأيام المعظمة كالجمعة والعيد والحج والصوم.
التحق بجامعة الخرطوم لية الهندسة عام 1987م متزامناً مع ثورة المصاحف والاحداث الكبيرة التي تصدى لها الإتجاه الإسلامي ومالبث ان رشحته الحركة الاسلامية ضمن مرشحيها لمقاعد اتحاد طلاب جامعة الخرطوم فكان علي عبد الفتاح أميناً ثقافياً للإتحاد دورة88-1989 وتأسست على يديه جمعية أنصار الجهاد الأفغاني.
حين زار السودان الشيخ/ علي السويف من اليمن وهز وجدان الناس على منبر مسجد جامعة الخرطوم وهو يحدثهم عن جهاد الأفغان ضد الغزو الشيوعي ذهب إليه شهيدنا(علي) بعدها مبدياً رغبته في الذهاب إلى هناك فتبسم الشيخ وأجابه أن جهاداً عريضاً ينتظركم هنا في السودان فلماذا أفغانستان..؟ ومنذ ذلك الحين بدأ (علي) ينتظر الجهاد القادم في السودان. رشحه مجلس شورى حركة الاتجاه الاسلامي بالجامعة ليتولى عبء العمل الثقافي واستطاع أن يطور العمل الثقافي للحركة بالجامعة ثم كلف ليكون أميناً إعلامياً للتنظيم بالجامعة ثم أميناً سياسياً بارعاً ملم بكل خطوة يخطوها وتشهد له الجامعة بدور بارز وكبير في إدارة الحوار السياسي مع بعض التنظيمات.
مثلما كان الشهيد علي سياسياً بارعاً كان له باع كبير في مسائل الفقه وشؤون الدعوة فكان مرجعاً أصيلاً للجركة بالجامعة ساهم مع اخوة له في تكوين ما يعرف بالمنتدى الفقهي ليتناول القضايا الفقهية والشرعية وكان دائماً يتحدث حديث الواثق من نفسه المتشبع بالمعرفة والعلم .... وكذلك تشهد له الجامعة بروح المصادمة مع الباطل فكانت له صولات وجولات مع مجموعات من اليسار والعلمانين بالجامعة مما سبب له كثير من الاذى والذي ما زاده إلا صموداً وعزيمة.
في مساء الجمعة 21/3/1997م جاء الخبر داوياً من مناطق العمليات باستشهاد البطل علي عبدالفتاح صمت مهيب في أروقة الجامعات التي طالما صدح فيها علي بكلماته القوية الصادقة إنه السكون الذي سبق عواصف الاستنفارللواء الشهيد علي عبد الفتاح.

من المواقف التي مررت بها معه شخصيا ، كان لدينا فرقة للأناشيد الجهادية واتصل بنا الأخ المجاهد نزار محمد إدريس العشاء وطلب منا الحضور لمدينة ود مدني لأنهم يجهزون في كتيبة متجه إلي مناطق العمليات من الجامعه ويريدون عمل لقاء لتوديعهم فتحركنا بكامل الفرقة وشاء الله تعالي أن يتصلوا بالشهيد علي عبدالفتاح في ذلك الوقت من أجل أن يقوم بتعبئه أولئك النفر المسافرين فركب معنا في حافلة ركاب وكان في ذلك الوقت قد عاد لتوه من العمليات وبجسده عدد من الإصابات ولم أكن وقتها أعرفه جيدا وامتلأت الحافلة وبقي كرسي واحد فقط وحاولت جهد استطاعتي أن اجلسه في ذلك الكرسي فأبي إلا أن أجلس أنا فاتفقت معه علي أن أجلس نصف المشوار ويجلس هو النصف الاخر فوافق .. ولما مضي نصف المشوار طلبت منه الجلوس فرفض واصر علي ذلك أشد الأصرار بل وثبتني في المقعد حتي لا أحاول القيام ... فاستسلمت وتأكدت أنه لن يجلس مهما حاولت
ولأشد ما احزنني الامر وحز في نفسي لما علمت لاحقا انه مصاب وتذكرت قول الله تبارك وتعالي :

وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
سورة الحشر 9

أسأل الله أن يتقبله مع الشهداء والصالحين وأن يلحقنا بهم آمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق