الأحد، 6 ديسمبر 2015

حكاية من الزمن الجميل,...

حكاية من الزمن الجميل,...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(((( أبوغره بيضاء))))..
كتب :المجاهد ( سعدالدين جلال البدري )...
الشهيد / ماجد كامل ..الذي نعرف ...!!!!
(تجمعوا غرباء يحملون أشواق المهاجرين الأوائل ..فهذا حادي الركب جعفر الطيار ينطق بالحكمة في حضره النجاشي ويخط أنموذجا لشباب السودان رماة الحدق الذين عادوا في أواخر التاريخ يقدمون كل يوم جديد شهيدا جديد ، في معسكر الشهيد عيسي بشارة بالقطينة بدأ التدريب العسكري وسط التهليل والتكبير ، والخيام نديه أجواءها بتلاوة القران عند والكل مسافر عبر القرون الأولي مع الصحابي الجليل عبدالله بن رواحه..يحدث نفسه بأشواق الشهادة والعودة الي جنة عرضها السموات والأرض ..خرجوا من هذا المعسكر وقد فتحوا للمجد صفحات جديدة تفوح بالمسك وتضئ بالنور وملأوا أسماع العالم بكتائبهم وشهداءهم في أرض الجنوب الحبيب الذي تكسرت علي أجسادهم الفتيه كل مؤامرات الفتن في بلادنا ..خرجوا وفي نفوسهم ألف أمنيه ووعد..فلم يأت خروجهم عرضا اوصدفة تشوبها الأماني فالقضية عندهم بيع مع الله وتبيلغ لدعوته في الأرض فجاءت جموعهم تتري كل ماجاءت البشارة بعرس شهيد خرجت مواكب أخري علي ذات الدرب زادها الصبر الطويل واليقين بنصرالله ..كانت اول تجربة له في العمليات كتيبة الأهوال الأولي 1991م خرج كغيره مع هذه الكتيبة كالبدريين الغرباء يتحدثون بلغة الجهاد بعد أربعة عشر قون من الزمان..وفي الأهوال كان الشهيد ماجد كامل كالشامه وسط أخوانه بغرته البيضاء ..شاب غص الإيهاب ..ضحاك الثنايا تلوح في سيماه شمائل النبل واليقين ، تحرك مع اخوانه من الرنك الي ملكال ،يحملون المصحف والبندقية وحتي أذا ماأكتملت الرحلة وعادت كتيبة الاهوال الي الخرطوم تركت خلفهم أطيب الذكريات في ملكال ومازال أهلها يذكرون ماجد وأخوانه بالتجلة والأحترام..كان ماجد يبحث يدعن شئ من نوع أخر خاص كان يرسي للعالم دعائم فن جديد أسمه حب الموت في سبيل الله ،ثم خرج من جديد مع كوكبة فريدة أتسمت بأسم الباحثين عن الشهادة(السائحون) الي جبال تلشي بغرب كردفان في عام 1991 أيضا حملوا أرواحهم في أكفهم وباعوها لله عز وجل وطلقوا الدنيا فماعادت تسوي عندهم أوضع الامل..عاشوا في تجرد تام وأستشهد من بينهم ( أبودجانة ومحمد البشري وعمر محمد الحسن) فكان ذلك عهدا وبيعة أن يمضوا علي ذات الدرب حتي نهايته..وظل ماجد كلما عاد من معركة رجع للاخري فأنضم الي فصيلة (البراء) يمضي الي عروس المدائن (توريت) والتي كانت رحلتها عجيبة والصحبة اليها أعجب وفي ذاك النهار والغبار المثار في كل مكان والنفوس ظامئه ترنو الي السفر في عجل وزلزلت الأرض تحت اقدام الفاتحين المتجهين الي توريت البطولة والملحمة وكان ماجد أحد إبطال هذه الملحمة وكان معه في هذه المعركة الشهداء ( علي عبد الفتاح ،وفضل المرجي الطريفي ،وأسامةاحمد فضل الله ،وأنس الدولب) ومن ملحمة توريت يعود ماجد الي جامعة الخرطوم كلية الطب ليكمل دراسته مع صحبه طيبه مع صديق عمره الشهيد ( محمد عمر الطيب) وكوكبة نيره من أهل الطب وعلي رأسهم فريد عصره وزمانه الشهيد ( دكتور عوض عمر السماني) الذي تعلم منه ماجد كامل الحياة كلها رحلة يقضيها المؤمن ممسكا بعنان فرسه ينتظر المنادي ياخيل الله أركبي وما أن يضع ماجد القلم والمبضعه حتي يحمل البندقية مهاجرا في سبيل الله مع ( سائحون) قد خرج معهم في متحرك الوعد الحق في 17 رمضان 1994 في طريق نمولي ورجع ماجد من ذاك المتحرك جريحا بعد أن ترك خلفه صديق عمره الشهيد دكتور محمد عمر الطيب ثاوياَ في قبره جوار أستاذه الشهيد عوض عمر السماني هكذ يزداد الرباط وتحلق الروح الي أجواء الشهداء وتود ان تنطلق من قيدها لتسافر عبر الرصاص الي قناديل من ذهب لتلقي الأحبه محمد وصحبه (صلوات بي وسلامه عليه) رجع ماللوعة اجد جريحا لاول مرة ويالها من تجربة أن تحس بالدم ينزف من شرايينك يختلط بالتراب الطاهر وتحس بالسموات تفتح أبوابها تستقبل أفواج الشهداء وتري أن الأصطفاء قد تخطاك وتحس باللوعة ولوعة الفراق للأراض الطيبه ( أرض المعركة)..وأنت محمول علي أيدي أخوانك لتسافر الي الشمال وينطلق ماجد مرة اخري الي ساحات الفداء ميمما هذة المره الي كاجو كاجي عروس الأستوائية مع متحرك الانفال في العام 1994م وأنضم ماجد لكوكبة جديدة (سائحون)..الشهداء (فضل المرجي ومختار سليمان) وبقية العقد الفريد يجمعهم الأصرار الغريب علي الموت في سبيل الله وبذل الأرواح رخيصة في سبيل الدين..والوطن وفي خواتيم شهر أكتوبر عام 1995 م كان الغزو الأجنبي علي جنوب السودان وهتف حينها الشهيد علي عبدالفتاح هتافه الشهير وأرتد الصدي في أعماق الشهيد ماجد كامل ..( أعراسنا بجهادنا موصولة....ياعرس شعبي بالبنادق زغردي )..وكان الأستنفار ولواء القعقاع بأميره ( علي عبدالفتاح ) وتم دحر عملية الأمطار الغزيرة بحول الله وقوته ..ورجع ماجد بذات الوداعه والبراءه وأمسك القلم والمبضعه وتخرج من كلية الطب جامعة الخرطوم ..وما أن عاد ملقيا عصا الترحال داخل مستشفي الخرطوم التي جاءها طبيبا لأول مرة وأستكمالا لسنة النبي (ص) تزوج بفتاة صالحة( الأخت هدي يحي الحسين) لتزرع المستقبل لهذه الدين وكانت ذريته الصالحة (دعاء ماجد كامل) وكانت هيعه النيل الأزرق منطقة شالي فهز الفتي عنان فرسه وطار بكل أحلامه وأماله ..وفي يوم 17 مارس 1997م أمتطي الشهيد ماجد كامل تلك الرصاصة الي عالم الخلود الذي طالما حلم به ..تقبلك الله أخي في الخالدين..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق