الشهيد /المشير الزبير محمد صالح
بعض من السيره الزاتيه

. وشب الزبير ومشى على قدميه وتمرغ بتراب القدار . وكان كغيره من أولاد الحله ، وكثيراً ما ماكان يجلس الى والده وهو يتلو القرآن ويستمع إليه وحفظ منه بعض قصار السور واراد والده أن يلحقه بالخلوه فذهب به الى الخلوه الوحيده التى كانت بالقريه وهى خلوه الشيخ عوض التى خلفه على إدارتها أبنه الشيخ محمد احمد الذى التحق الزبير بالخلوه فى عهده ولم يمكث الزبير طويلاً بتلك الخلوه وحفظ منها ماشاء الله له أن يحفظ من القرآن ولما بلغ سن الثامنه من عمره تم اختياره لمدرسة القولد الاوليه ، التحق الزبير بمدرسة القولد الاوليه عام 1952 وهو فى الثامنه من عمره ، وفى تلك المرحله برزت بعض مواهبه وجوانب من شخصيته ، وقد تعلم فى الداخليه الضبط والربط وابجديات الاداره والاعتماد على النفس ، وفى العطلات المدرسيه كان يعود لقريته " القدار " مشاركاً مع اقرانه فى كل عمل يقومون به وكان يطيل الجلوس الى والده ، وقد كان مجلس والده يضم الكثير من
الشخصيات ، وخلال تلك الفتره رزق والده بشقيقه الاصغر وشقيقته الوحيده ، وقد أكمل الزبير دراسته بمدرسة القولد الوسطى وإنتقل الى مدرسة وادى سيدنا الثانويه فى يوليو 1960 ، وفى مدرسة وادى سيدنا برزت جوانب جوانب اخرى من شخصيته وبعض هواياته وكانت السباحه من احب الهوايات الى نفسه ، ومضت سنوات دراسته بمدرسة وادى سيدنا حتى اكملها فى مارس 1964 وكان الاصرار واضحاً عليه لدخول الكليه الحربيه وكان يقول إن لم يقبلونى هذا العام فساكرر المحاوله حتى التحق بها .وقد كان الزبير محظوظاً إذ تم اختياره ، وفى الكليه الحربيه احبه الجميع لما يتمتع به من روح صافيه ، ومرت سنولت الكليه الحربيه كانها على عجل لتخريج الزبير الى الحياه العمليه ليشارك فى تغير وجهها . وبعد تخرجه عمل بالقياده الشماليه – شندى ثم التحق بالقياده الشرقيه بالقضارف وعمل ببورسودان وبسلاح النقل وسلاح الصيانه ومنطقة اعالى النيل العسكريه وقائد المركز الموحد بجبل اولياء . وكان الزبير قد تزوج بعد تخريجه من الكليه الحربيه بسنوات فى اواخر الستينات ، وبينما هو يتنقل بين وحدات القوات المسلحه من مكان الى مكان نال شهادات كل الدورات الحتميه لضباط القوات المسلحه وأضاف اليها دورات فرقة اصلاح مركبات من روسيا ودورة قادة كتائب ومركبات من مصر ودورة أدارة ورش وصيانة من المانيا . ومنذ إندلاع ثورة الانقاذ الوطنى فى 30 يونيو 1989 سطع نجمه وذاع " صيته " وملأ الافاق فى المدن والقرى والبوادى ، فقد اصبح نائب رئيس مجلس قيادة الثوره والوزراء وكان الزبير معتقلاً ليلة 30 يونيو 1989 ولكنه رغم ذلك وفق لتحريك قوات من جبل اولياء لاسناد القوه التى نفذت التغير بالعزم وسبق الاصرار . وخلال سنوات حكم الانقاذ تولى الزبير الكثير من المناصب فقد كان نائباً لرئيس مجلس قيادة الثوره والوزراء .. ووزيراً للداخليه كما تولى مسولية الاشراف المباشر على تنفيذ المشاريع الرئيسيه ، وفى مجال العلاقات الخارجيه باشر الزبير أصعب المهام ، وهكذا كان الزبير " نحله" لايكل ولايمل ولايفتر فى سبيل سعيه لارساء قواعد السلام ورفع راية الاسلام .
ولكن .. تاتى الرياح بما لاتشتهى السفن ففى جوله له فى الجنوب من اجل السلام وفى " الناصر " التى احبها سقـطت به الطــائره فى نهر السوباط ولفــظ فيه انفاسه الاخيره " (وقد ترجل ثم ألقى رحله ثم استراح)" استراح الفارس المغوار والقى عصا الترحال بعد جلائل أعمال من أجل هذا الوطن ومواطنيه فقد كانت حياة الزبير حلما جميلاً " عشناه عبر تلك السنوات حتى استيقظنا على النبأ الحزين ".
ففى ذلك الخميس الحزين نعاه " البشير " وفى ضحى الجمعه الموافق 13/2/1998 شهدت الساحه الخضراء موكب التشييع الرهيب الذى لم تشهد مثله البلاد .. وشق مواكب النعش بصعوبة بالغه تلك الامواج الهادره . وهذا الشئ من سيرته التى سردناها باختصار ولكن هيهات الاحــــــــــاطه بسيرة الشهيد/ الزبير محمد صالح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق